تعهدت دمشق بعدم تكرار "الخروقات غير المقصودة" التي قام بها الجيش السوري في مناطق حدودية لبنانية مؤخرا معبرة عن أسفها لهذه الخروقات، من جهته أعرب المجلس الوطني السوري -في رسالة وجهها للحكومة اللبنانية- عن قلقه إزاء عمليات خطف معارضين سوريين في لبنان خلال الأشهر الأخيرة.
وأعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان في حديث صحفي أن اتصالات تمت على أعلى المستويات بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد وبين الأجهزة الأمنية في البلدين أعرب خلالها الجانب السوري عن أسفه "للخروقات غير المقصودة التي حصلت".
وأضاف سليمان أن الجانب السوري "تعهد بعدم تكرار" هذه الخروقات "احتراما منه لاستقلال لبنان وسيادته على كل أراضيه".
وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بعدما توغل الجيش السوري في الأشهر الماضية عدة مرات في أراض لبنانية حدودية في الشمال والشرق، وتقول السلطات السورية إنها تتصدى بذلك لعمليات تهريب أسلحة عبر الحدود.
كما تفيد تقارير أن القوات السورية تقوم بعمليات تمشيط منتظمة على الحدود لمنع هروب معارضين أو منشقين من الجيش. وقد عمدت أخيرا إلى زرع ألغام على طول الحدود قال سليمان إنها "لمنع التسلل والتهريب".
ولاقت هذه الخروقات انتقادات واسعة في صفوف المعارضة وشجبا من دول غربية والأمم المتحدة.
خطف سوريين
في غضون ذلك عبر رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في رسالة وجهها الثلاثاء إلى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن قلقه إزاء حصول "13 عملية خطف" لمعارضين سوريين، مطالبا السلطات اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه سلامة المقيمين على أراضيها.
وبحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس أشار غليون إلى أن عمليات الخطف تلك أكدتها منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية، وأضاف أن المجلس تلقى تقارير تفيد وقوع 13 حادثة خطف على الأقل، منها حادثة خطف السياسي المعارض شبلي العيسمي في 24 مايو/أيار.
ودعا غليون الحكومة إلى اتخاذ التدابير اللازمة للإفراج عن هؤلاء ومنع حدوث حالات اختطاف جديدة وحماية السوريين المقيمين في لبنان، مطالبا بضرورة منع النظام السوري من استخدام لبنان لتنفيذ عمليات "قمع وإرهاب ضد معارضيه، والحفاظ على لبنان ملجأ لحرية الرأي والتعبير".
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد أقر في حديث تلفزيوني بحصول عمليات خطف معارضين سوريين في لبنان قبل أشهر، مشيرا إلى أن القضاء يتعامل معها.
في هذا السياق أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني تورط السفارة السورية بلبنان في خطف شبلي العيسمي في مايو/ أيار، وثلاثة أو أربعة أشقاء سوريين من آل جاسم في مارس/ آذار. لكن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، نفى ذلك.
ولجأ أكثر من خمسة آلاف سوري إلى لبنان معظمهم عبر معابر غير شرعية تنتشر على طول الحدود بين البلدين (330 كيلومترا شرقا وشمالا فيها نقاط عديدة غير مرسمة)، منذ بدء الاضطرابات منتصف مارس/ آذار.
وأفاد عدد من السوريين المعارضين الموجودين في لبنان وكالة فرانس برس، أنهم يعيشون متخفين ويلتزمون الحذر الشديد في تنقلاتهم، خوفا من تعرضهم لمضايقات على أيدي "مجموعات موالية لسوريا في لبنان".