قال ناشطون سوريون اليوم إن 21 شخصا على الأقل قتلوا برصاص الأمن والجيش السوري بعد يوم واحد من مقتل عشرين آخرين معظمهم في محافظتي إدلب وحمص.
سياسيا منع عشرات المتظاهرين السوريين -الرافضين للحوار مع النظام السوري- عددا من قيادات المعارضة السورية من دخول مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة لحضور الاجتماع المقرر مع الأمين العام نبيل العربي.
فضمن آخر التطورات الميدانية قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن من بين القتلى ستة أشخاص قتلوا في حمص آخرهم الطفل إبراهيم محمد عدنان حصرية (14 سنة) الذي قضى نتيجة التعذيب بمعتقل أدخل إليه قبل عشرة أيام.
وفي محافظة درعا قتل ثلاثة بإنخل، في حين انضم إلى لائحة الضحايا شخص واحد بعقربا كان قد فارق الحياة أمس. كما أفادت الهيئة مقتل شخص واحد بكل من برزة -وهو أحد أحياء دمشق- وحلفايا بمحافظة حماة.
في السياق ذاته أظهرت صور نشرت على مواقع الإنترنت انتشار قوات الجيش والأمن السورية مع الآليات العسكرية في مدينة إنخل بمحافظة درعا.
وأفاد ناشطون أن المدينة تشهد حملة أمنية مكثفة سقط خلالها قتيلان وعدد من الجرحى برصاص قوات الأمن السورية.
كما ذكرت الهيئة أن قصفا مدفعيا لدبابات الجيش استهدف مناطق في ريف حماة منها شيزر وتريمسه خنيزير التي تصاعد دخان كثيف في سمائها.
وتأتي هذه التطورات بعد أن وصل أمس عدد القتلى من المدنيين برصاص قوات الأمن و"الشبيحة" والجيش السوري إلى عشرين غالبيتهم في محافظتي إدلب وحمص، في حين تواصلت المظاهرات المسائية في عدة مدن سورية للمطالبة بإسقاط النظام.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد أعلن أمس أن الحملة التي تشنها قوات الرئيس بشار الأسد على المحتجين منذ منتصف مارس/آذار الماضي أوقعت أكثر من 3500 قتيل.
الجامعة والمعارضة
في هذه الأثناء يواصل الأمين العام للجامعة العربية لقاءاته مع أطياف المعارضة السورية للتشاور بشأن تطورات الأوضاع داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه اللقاءات قبل يومين من اجتماع طارئ يعقده مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية السبت القادم لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية في ضوء موافقة الحكومة السورية على المبادرة العربية الرامية لحل الأزمة.
وأفاد مراسل الجزيرة في مصر أن عشرات المتظاهرين السوريين المتجمعين أمام مقر الجامعة العربية بالقاهرة منعوا عددا من قيادات المعارضة السورية من دخول المقر لحضور الاجتماع المقرر مع الأمين العام حيث يرفض المتظاهرون أي حوار مع النظام السوري.
وردَّد المتظاهرون السوريون هتافات تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري وتدين زيارة وفد تنسيقيات الثورة.
الانضمام للثورة
وبالإضافة إلى اتهامه بخيانة دماء الشعب السوري وبالعمالة للنظام، رشق المتظاهرون الوفد السوري المعارض بالبيض قرب مدخل الجامعة العربية.
وقال المعارض السوري مؤمن كويفاتية رئيس "اللجنة الإعلامية لدعم الثورة السورية" ليونايتد برس إنترناشيونال إن "تلك المجموعة التي لا تُمثِّل الثورة السورية جاءت إلى الأمين العام للجامعة العربية وكان من الضروري منعهم من لقائه".
وأوضح كويفاتية أن المتظاهرين المعتصمين خارج أسوار الجامعة حاوروا تلك المجموعة التي يترأسها "هيثم منَّاع الذي وعده النظام السوري بتولي رئاسة الحكومة حال انتهاء الثورة وحاولوا إقناعهم بالانضمام إلى المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ولكنهم أصروا على موقفهم بضرورة التهدئة مع نظام الأسد رغم الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين المسالمين".
تجميد العضوية
وأضاف أن "أحد أعضاء المجموعة ويدعى حسن عبد العظيم نجح في التسلل إلى الجامعة والتقى الأمين العام للجامعة العربية وطلب منه العمل على عدم تجميد عضوية سوريا بالجامعة وعدم الانضمام إلى المطالبات السورية الواسعة بفرض حظر جوي على سوريا".
وكان المجلس الوطني السوري قد دعا أمس الثلاثاء الجامعة العربية إلى إجراءات صارمة ضد النظام السوري تشمل تجميد عضويته في الجامعة ردا على عدم التزامه بمبادرتها التي ينذر استمرار العنف ضد المدنيين بوأدها.
وطالب المجلس بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على نظام الأسد, والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب السوريين.